في كتاب التحول، يتذكر كارلوس غصن، الرجل اللامع والجريء ومحط إعجاب الكثر، والمدير العام التنفيذي لشركة نيسان، كيف استلم زمام شركة السيارات اليابانية شبه المفلسة وحقق أحد أهم التحولات المميزة في تاريخ السيارات.
حين جرى تعيين كارلوس غصن رئيساً للعمليات في نيسان عام 1999، كانت الشركة منهارة وعلى وشك الإفلاس، بعد ثمانية عشر شهراً، عادت نيسان إلى نقطة الصفر وأصبحت خلال سنوات قليلة صانع السيارات الأكثر ربحاً في العالم. في كتاب التحول يصف غصن كيف حقق هذا الإنجاز المستحيل ظاهرياً، وحول نيسان مجدداً إلى صانع قوي وعالمي للسيارات.
هذا الرجل الفرنسي الثقافة، المولود في البرازيل من أبوين لبنانيين، تعلم أولاً مبادئ وممارسات الإدارة التي صاغت منصبه الجديد بإجراء فحص دقيق طوال ثلاثة أشهر لكل جانب من جوانب الشركة. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1999، أصبح مستعداً لإعلان استراتيجيته لتحويل مصير الشركة مع خطة إعادة إحياء نيسان. في هذه الخطة، تحدى باستمرار التفكير التقليدي وممارسات الأعمال اليابانية التي قمعت فاعلية نيسان. أغلق غصن المصانع، وسرح العمال، وفكك شبكات توريد قديمة، وباع الأصول الهامشية للتركيز على نواة عمل الشركة. لكن تخفيض الكلفة كان فقط الخطوة الأولى في استرداد نيسان لعافيتها. في الواقع، أدخل غصن التعديلات إلى كل زاوية في الشركة، بدءاً من التصنيع والهندسة وصولاً إلى التسويق والمبيعات. لقد حدث مجموعة السيارات والشاحنات لدى نيسان، وجازف بتصاميم جديدة دينامية، وفرض تحسينات على النوعية-وكلها استراتيجيات عززت بسرعة صورة نيسان في الأسواق وأعادت تثبيت صورة الشركة في أذهان المستهلكين كشركة رائدة في الابتكار والهندسة.
تماماً مثل مذكرات جاك ويلش ولو غيرستنر ولاري بوسيدي التي حققت مبيعات هائلة، يعتبر كتاب التحول بحثاً وراء الكواليس حول ما هو ضروري لتحويل شركة عالمية وإعادة تكوينها. ألف هذا الكتاب أحد أكثير المدراء العامين التنفيذيين نجاحاً في العالم. ويعتبر التحول مرجعاً مهماً لدراسة إدارة الأعمال في كل مكان.
انضم كارلوس غصن إلى نيسان في حزيران/يونيو 1999 بصفته رئيساً للعمليات، وأصبح رئيساً للشركة بعد سنة واحدة، وتولى في العام 2001 منصب الرئيس والمدير العام التنفيذي. ولد هذا الرجل في البرازيل من مهاجرين لبنانيين، وتعلم في فرنسا حيث حصل على شهادات الهندسة من مدرسة البوليتكنيك وكلية المناجم في باريس. كان رئيس العمليات في شركة ميشلين في البرازيل قبل أن يصبح رئيس العمليات في شركة رينو ويتولى من ثم زمام شركة نيسان في ربيع 2005، أصبح كارلوس غصن المدير العام التنفيذي للشركة الأم لنيسان، أي رينو، فيما استمر في تولي منصب المدير العام التنفيذي