يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة إلي ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاه عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد".. ولا يجب النوم قبله بل يستحب والأفضل اتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام وذلك بأن يقسم الذي يريد قيام الليل ليله فينام الي نصف الليل ويقوم النصف الأخير فيصلي ما شاء الله له أن يصلي ويجعل هذا النصف مقسما ثلث يصلي فيه وسدس ينام فيه قبل الفجر ليقوي علي صلاة الفريضة وخشية أن يغلبه النعاس لو واصل القيام الي الفجر .. فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "إن أحب الصيام إلي الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما .. وأحب الصلاة الي الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.. وقيام الليل فيه سعادة الدارين حيث يتحقق له الخير في الدنيا بجوار تحقق الخير في الآخرة.. وقيام الليل يكفر السيئات ويحقق السلامة النفسية التي تحقق للجسم سلامته .. إن الرجل ليصلي بالليل فيجعل الله في وجهه نورا .. ويتناثر عليه البر من السماء وتهبط عليه الملائكة تستمع لقراءته .. فاذا فرغ من صلاته وجلس في الدعاء أحاطت به الملائكة تؤمن علي دعائه فان اضطجع بعد ذلك نودي: نم قرير العين مسرورا .. نم فخير نائم علي خير عمل.
وقيل للحسن البصري : ما بال المجتهدين بالليل من أحسن الناس وجوها قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.. "يهدي الله لنوره من يشاء" ومن رزقه الله نور الوجه في الدنيا سعي به نوره في الآخرة.. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل يكبر عشرا. ويحمد عشرا ويسبح عشرا. ويستغفر عشرا ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة" ويقول سبحانه وتعالي "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار" لذلك كان جزاؤهم "ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب".