مقومات السعادة

موضوع: مقومات السعادة الجمعة أبريل 29, 2011 4:45 am

يقول البعض
: أمتلك كل مقومات السعادة ولكنى لا أشعر بها؟

إن السلاح البتار الذي يجب أن نشهره في وجه مطامعنا هو
"الرضا" .. فالرضا من أوليات مقومات السعادة .. وهو مقوم هام ينطوي تحته باقي المقومات الأخري.. فإذا ما دخل الرضا نفس أحدنا فإنه يشعر بالسعادة المصفاة .. فمن يمتلك كل مقومات السعادة ولا يمتلك نعمة الرضا فإنه لن يشعر بما لديه من مقومات .. ويختلف مفهوم "مقومات السعادة" من شخص لأخر ومن وجهة نظر لأخري .. فالبعض يري إن السعادة في المال والصحة وامتلاك الأشياء .. والبعض يراها في المتعة وإشباع الشهوة .. ولكل شخص رؤية فيها ..

ولكن السعادة في اعتقادي إحساس لذيذ بالطمأنينة والسكينة والرضا، ولن يتأتي هذا الإحساس سوى بالإيمان بالله والإقرار بنعمه
" فبأي آلاء ربكما تكذبان" .
فالمؤمن سعيد لأنه يؤمن بقضاء الله وقدره ، ويوقن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
.. فهو يعمل ويتوكل علي الله ثم يرضى بما قسم الله له ، فيشعر بحلاوة الرضا وتبتهج الدنيا حوله فيري السعادة في كل صغيرة وكبيرة.. كما أن لذة الحياة وجمالها يجدها الإنسان في طاعة الله .. وهذه الطاعة لا تكلفه سوى الاستقامة والسير علي طريق الحق والعدل فيتحقق له الجمال الداخلي والاستقرار النفسي مما يجعله قريباً من مراده .. محققاً السعادة لنفسه .
ولمن أراد السعادة فليتفكر في قول العزيز الحكيم
: ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) ..
وليعلم الإنسان أن عطاء الله أفضل العطايا
.. وتحضرني الآن قصة حقيقية تدلل علي أن الإنسان من الممكن أن يحوز أشياء كثيرة ولكنه لا يحصل بها علي السعادة لأنه ينقصه الرضا .. وأن عطاء الله أفضل من عطاء العبد ..
فقد اتصلت بي إحدى فتيات العائلة وهي في حالة نفسية متأزمة
.. تشتكي لي والدها الذي أشتري لأختها كل مستلزمات زواجها في حين أنها لم تحظ بنفس الرعاية والاهتمام من والدها وقت تجهيزها للزواج .. فقد كانت تشعر أنه يشتري لها مستلزمات زواجها علي مضض .. وأردفت تقول: إن ما يفعله والدي الآن يعتبر تفرقة بينى وبين أختى .. ولا أدري ماذا أفعل لأرد الظلم عنى؟.. أأطالب والدي بالعدل؟ .. أم ألفت نظره أنه قصر في تجهيزي وقت زواجي ؟؟ هذا الأمر يؤزمنى !!.. ويشعرني بمرارة عدم حب والدي لي كحبه لأختى..
…تركتها تفضفض عما يجيش في صدرها .. حتى إذا فرغت من حديثها .. قلت لها: ياعزيزتى تأكدي وثقي أن عطية الله أفضل من عطية والدك .. وتأكدي أيضاً أن السعادة لم تكن أبداً في اقتناء الأشياء .. وانظري فيما وهبك الله :زوج أحبك كثيراً .. وولد أضاء عليك حياتك .. وعشرة طيبة وقدر لا بأس به من سعة الحال .. وعمل تحققين فيه ذاتك.. فأين هي من ذلك؟

هل تضمنين لأختك حصولها علي نفس القدر مما حصلت عليه
.. فوالدك لا يستطيع أن يعطيها الزوج الطيب المعشر .. أو البنين أو السكينة والطمأنينة .. انتظري يا عزيزتي ولا تحسدي أختك علي عطية والدها لها فعطاء الله أفضل .. بل افرحي لها وتمنى لها السعادة .. وساعديها وساعدي والدك في إسعاد أختك وسوف تجدين سعادتك في العطاء.
وظللت أحدث الفتاة حول هذه الدائرة حتى هدأت نفسها
.. ودارت الأيام وتم زفاف أختها .. وما هي إلا شهور قلائل وإذا بنفس الفتاة تتصل بي تلفونياً مرة أخري وتقول لي : الآن عرفت أن كلماتك صادقة .. فعطية الله أفضل من عطية العبد.. وقلبي يعتصر من أجل أختي فحياتها معرضة للتدمير لسوء خلق زوجها ومعاملة أهله السيئة لها .. إنها تعيش في جحيم مقيم .. تنهدت وقلت لها: آه لو يعرف هؤلاء التعساء نعمة الرضا والقناعة بما قسمه الله لهم لعاش كل إنسان ليستقبل يومه الجديد بترحاب وبصدر يحدوه الأمل والتفاؤل .. فلا أحد يدري ماذا يحمل له الغد.. فإذا كان اليوم قاسياً فلنتكيف معه حتى يزهر لنا ورداً ورياحيناً .. ونأمل أن يأتينا الله بغدٍ يفوح بعطر السعادة ..فلنشكر لعطية الله .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحياه حلوة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ربنا يسعدك

متشكر يا حبيبي ويسعدك يا رب

نورت يا جميل

bounce

» قمة السعادة فى الحياة
» البسمة .. أسرع طريق الي السعادة
» قصة الحصان و شروط السعادة الخمسة
» اللهم اكتب لي ولكم السعادة والرضا في الدنيا