سيد و خادمة

سيد و خادمة


أقود كلماتى ... وحديثى ..
من قديم الأزل اشكو ..
ذكريات كهل أنهكه التعب وعِبرحتى
أصبح ملول .. هذا الصبرِ
فَردتُ راحاتى .. فهاج الموج على كفى
تثور دنيانا .. علينا ولا تكتفى
قِدم كلمات ..فلست حديثِ
مُقتضب الحاجبين ..
أصارع فكرتى .. كل حين
سهواً تغرق .. أحرفى
أبعثرها على مائدتى ..
عَلنى أفيق من غفوتىِ
رأفةً بحالى ..تصنعُ أحرفى
طوفاناً من آدمية ..
قِيل ان حبيبتى خادمة..
كما لو كانت للذة
السادة هادمة.
تذوب عشقاً.. بالحنان
وبهمساتى هائمة.
آتية لامحال..
حبيبتى قادمة
تتسكع بين الأضرحة
مسكين ... انا حين أطالعها ..
تمزق أوردتى ..
وجراحاً تدمينى ..
كنصل الف الف سكين
ناولت .. سيدتها معطف
بكيتى على فراء معطف
برودة الزمان.. وقسوة اللوحة
على الألوان ..
صدور القوم كلها تعرت
لم تعد تحوى خفقات..
سباب .. وأوامر ولعنات..
مُهلهلة .. ثيابها .. تبكيها
وحنين إلى غيابها..
كم أهوى عطر ثوبكِ البسيط
وبعض من فساتينك..
متشابكة ألوانها ..وخليط
يستهوينى ..
يُغرينى .. يغرسنى .. شوكاً
على مُقدمة كل لسان سليط
أسمعونى ..ولا تدعونى ..
أسقط فى بئر القسوة
وتنسونى ..
ماأشهى موائدكم ..
وانتم تبلغون بأدمعى السكرا
ماأقوى سواعدكم ..
وانتم .. ترسمون
على جسدى السُخرا
ماأسود لياليكم ..
وانتم تسلبون
ضياء القمرا
أتحدث أنا رجلاً
يهاب منى لسانى
أسمعونى ولا تدعونى..
أسقط فى غلظةِ مجتمع
من ولى ِ أحرفى
ومن أجتمع
فالذهب على سوادكم لمع
وأخرسكم ناطقاً
على سيرتى أستمع
قيل انها خادمة ..
تهاب الضُر .. وباقة الشر
القابعة خلف قلوبكم..
عندما تنحُرها
عبارات القسوة ..تُلقى لها
بكسرة ِخبز مُغمسة ..
بتراب الذل والآسى
أذكرها وحدى والكل نسى
تلوك خُبزها ... والحيرة وحدها
ونظرة عطف حتى تذلها
كفاكم كِبر وغطرسة ..
فالشوك بين أناملكم أملسَ
رافعوا الهامات منكم
لايعنينى .. بل تحت قدماى .. جثا
ماأجمل قلوبكما ياسيدا الدار
وانتم .. بالكلمِ والألقاب تعبثا
تهاوى التل وقمم السادة
قعور تناديكم .. هيا أجلسا
لست حكماً .. او قاض..
ثورة تعلو محياى
من كبرياء
لست مُساق ولا مُنقاد
ولا لن أرضخ للذل ..راض
تُكبلنا حرياتنا ..خادمة ..
تهوى فى حضيض .. القوم
ربما يوماً بناتنا ..
لست ساحراً..
او مُبحراً بين محطات العمر
بل أتناول جانب فى حياتنا
قِيل ان حبيبتى خادمة..
ليتنى انا الخادم ..
أتضرع وحدى لذنوب من سبقونى
من سادة .. أرسم لوحتى جاحظاً
أبعث عباراتى .. ملاحظاً
كبرياء خادمة ..
فاق آفاق السماء
لكل ماطالها عنهم نادم ...
تغفو ليلاتها .. على سرير
من ريش النعام وثير
يكادُ يُطبق فكيه
على جسدها المُنهك النحيل
حتى الوسادة ..ساخرة..
أستريحى .. واتركِ الريحِ
يمضى .. بين زوايا ..
تبعث فى نفسى
ذكرى .. من مبدأ جريحِ
تنتهى بنهايتى الفصول
أهزم العجز فى .. كهلِ
يسكُننى حتى أذكر
آخر ورقات المسرحية
قصة حقيقة
لم تكن هزلية..
يغتال ضوء الشمس غرفة
ويُلقى بسُطوتهِ .. على
رواياتى وشُرفة
تهُب فزعة ..
على نداء ..سيد
صوت أجش ..
ناعمة هى ... والقلب هش
آمراً اياها ولاخادمة سواها
بفنجان قهوته ..
حتى يرضى غروره .. وسطوته
أرتعشت يداها ..يرتجف
الحنان قسوة فى قلبها..
وسقط الفنجان ..
قبل .. ان
يعُم الضجيج المكان
تنشق الأرض عنى ..
وكأننى خبراً فى جريدة
أنتظر ان تُعلننى
أقترب بخطى ثابتة
انحناءة خفيفة
أمُد يداى لها
يامن قِيل عندك خادمة
أتركى سيداً وارحلى
ومن الآن لاتجزعى
فأنا خادمه