صفة ارتبطت بمكان

أتعرفون كيف أرتبطت صفة ما
بأهل مكان ما .. تعالوا معى لتعرفوا ذلك من خلاص هذه القصة

سافر أحد
الناس المعروفين بصدق كلامهم و صلاح أمرهم من قريته إلى أحد القرى لقضاء
أمر مهم .. و هو فى طريقه أشتد البرد فنزل بأحد القرى و سأل أحد أهلها
المبيت .. قرد الرجل طلبه معللا ذلك بضيق المكان و كثرة ساكنيه .. فسأل
ثانى فرد طلبه معللا أن من يومين كان عرسه و لا يستطيع ان يستضيف أحد فى
منزله ليلا .. و سأل أخر فقال أنه لا يثق فى الغرباء .. فقضى ليلة أسفل
شجرة و عندما أستيقظ رحل عن القرية و هو فى الطريق أصابه الوهن و الضعف و
كان قد أقترب من قريه أخرى فراه أحد أهل هذه القرية و رأى ما به من ضعف
فأخده للحكيم الذى عالجه و نصحه بالراحة فطلب من الرجل المبيت لديه و لم
يكن لديه مكان يضايف فيه المسافر فأخذه إلى أحد أصدقاءه الذى لم يمانع مبيت
المسافر .. و عندما حل الصباح شكر المسافر الرجل و رحل عن القرية و هو فى
الطريق و هو فى طريقه أكتشف ان طعامه و شرابه و مال قد نفذوا فنزل بأحد
القرى و سأل أحد أهلها الطعام و الشراب و لم يكن لدى الرجل الكثير من
الطعام و أولاده جوعى فرد طلبه معللا السبب .. فرأى المسافر أحد غيره و معه
نقود فذهب إليه سائلا أياه المال و لكن الرجل كان ذاهبا لدفع أجرة منزله
التى تعب كثيرا من اجل تجميعها و أن لم يدفعها سيطرد من منزله هو و أهله
فرد طلبه معللا السبب فقرر المسافر الرحيل و نزل بقرية أخرى قريبة فسأل أحد
أهلها الطعام و الشراب قأعطاه و أعطاه مالا و رحل عن القرية ثم وصل إلى
مقصده و بعدما قضى حاجته التى كان مسافرا لأجلها عاد إلى قريته و حكى
لأهلها ما حدث له فى سفره.. فأخذ أهل القرية أنطباهم عن القرى التى نزل بها
.. بأن هناك قرية أهلها قساة القلب و أخرى على النقيض أهلها رحماء و بأن
أخرى أهلها بخلاء و على النقيض أخرى أهلها كرماء

لو نظرنا إلى هذه
القصة بتمعن لوجدنا ان أكثر كلمة تكررت هى أحد و ذلك لفرديه المواقف
المتمثلة فى فرد و ليست الجماعة .. و لكن عندما حكى المسافر قصته حكمت
الناس على الجماعة من خلال الفرد فاصبح أهل قرية ما مشهورين بصفة ما و هذا
غير مقبول فليس للإنسان منا ان يحكم على جماعة من خلال فرد لأنه لو حكم
هكذا فأنه قد ظلم البقية الباقية من الجماعة .. و لأن الواقع يتعامل على
أساس أن الناس يحكمون على الجماعة من خلال فرد فيها فعلينا كأفراد أن نأخد
حذرنا .. فإذا أسأت أنت التصرف تصبح بتصرفك هذا ليس مسيئا لنفسك فقط و لكن
لاهل بلدك لأن الانطباع الذى سيرسخ فى أذهان الناس أن اهل بلدك مثلك .. و
بهذا تظلم مجموعة كبيرة من الناس بدون وجه حق

و هذا الظلم الواقع قد
هبط من طرفين أحدهما الناس الذين يحكمون على الجماعة من خلال الفرد و
الأخر الشخص الذى أساء التصرف و ربما اتى ذلك نظرا للظروف و لكن من يريد ان
يساعد سيساعد حتى و أن لم يكن يستطيع هو ان يساعد و أجدنى أتعصب جدا عندما
أجد صفه مقرونه بمكان ما و أدافع عن وجهة نظرى التى اتعب كثيرا من أجل أن
اوصلها للناس دون جدوى .. و لكن أكون مستريحا من داخلى أنى دافعت عن قضية
أؤمن بها .. فعل تؤمن بها يا صديقى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟